فتى الأحواز جواد الحيدري
ذكرى انتفاضةِ 15نيسان

ايها الإخوة... أيتها الأخوات
تمرُّ علينا الْيَوْمَ ذكريَانِ مهمّتانِ لهما مكانةٌ مرموقة لدى الشعبِ العربيِّ الأحوازيّ، ولهما معانٍ عميقةٌ في الذاكرةِ الْجمعيّةِ الأحوازية.

 الأولى، ذكرى أليمة و محزنة، تعيدُ للأذهانِ انتهاكَ السيادة، و الجرائمَ اللاإنسانية التي  ارتكبتها دولةُ الإحتلالِ الفارسيِّ المجوسيّ الصفوي عِنْدَ احتلالِها دولةَ الأحوازِ العربية، و قضائها على مظاهرِ السيادةِ الأحوازيةِ، و محاولتِها تغييرَ المعالمِ العربيةِ و تدميرَ الحرثِ و النَّسلِ في ربوع الأحواز، فارضةً واقعاً مُرّاً، سياسيّاً و إجتماعيّاً و إقتصاديّاً و حضاريّاً. 

والذكرى الثانية، ذكرىً عزيزةٌ و مباركَةٌ، ذكرى انتفاضةِ نيسان ٢٠٠٥ التي بعثتِ الروحَ الثوريّةَ الإيمانيّةَ الوطنيّةَ السامية على الإنتماءاتِ الثانوية في جسدِ الشَّعبِ العربيِّ الأحوازيِّ العظيم. 

الإنتفاضةُ النيسانيّةُ الْمَيمونة التي أكَّدت انتصارَ إرادةِ الحياةِ و الحريّةِ على إرادةِ الظُّلمِ و الضَّيمِ التي أراد فرضَها العتاةُ الطامعونَ المحتلّون. هذه الإنتفاضةُ التي كسرت قيودَ المحتلِ الإيرانيّ، و أنارت سُرادقَ الظلامِ الصفويّ، و أزالت التعتيمَ الإعلاميَّ الجائرَ الْمفروضَ على الأحوازيين. لتظهرَ الْحقيقةُ مجلُوَّةً مبينة، مفادُها أنَّ الشعبَ العربيَّ الأحوازيّ شعبٌ أصيلٌ لَهُ خصائصُ حضاريّة و ثقافيّة و إجتماعية و جغرافيّة و تاريخية، تختلفُ تمامَ الإختلافِ مع خصائصِ الشعبِ الفارسي في دولةِ إيران المحتلة. و إنّ الشَّعبَ العربيَّ الأحوازيَّ شعبٌ حيٌّ شامخٌ لا يموت مهما حاولت معاولُ الإحتلالِ هدمَهُ و طمسَ هويَّتِهِ، و سلبَ إرادتِه. فهو ماضٍ في كفاحِهِ، متحدِّياً المستحيلَ بغيةِ طردِ المحتلِّ و استرجاعِ حقوقِه المشروعة التي تتمثّلُ في تحقيقِ الإستقلالِ الناجز، و استرجاع السيادة الأحوازية المغتصبة.

أَيُّهَا المواجدُ... أيتها الماجدات
يا أحرارَ العالمِ الْحر...
إنّ احتفالَنا الْيَوْمَ  بهاتَينِ الذكريَيْنِ  يكتسبُ أهميّةً خاصّة، ذَلِكَ أنه يتزامنُ مع حدثٍ نضاليٍّ سياسيٍّ  أحوازيٍّ بارز، ألا و هو انطلاقُ إنتفاضةٍ أحوازيّةٍ جديدة في ربوِعِ الوطن. هَذِهِ الإنتفاضةُ التي جاءت ردّاً على سياساتِ التفقيرِ و التَّجويعِ و التَّجهيلِ و التَّهجيرِ و التَّقتيلِ و الإعتقالاتِ التعسفيّة التي تمارسها سلطات الإحتلالِ الفارسيِّ في دولة الأحواز العربية المحتلة. لقد أكّد الشعبُ العربيُّ الأحوازيُّ من خلال هذه الإنتفاضةِ الشاملةِ التي عمّت كافّةَ المُدنِ و القصباتِ و الأريافِ الأحوازيّة على اتحادِهِ و التحامِه و وحدتِّهِ الوطنيّة، و إرادتِهِ في استكمالِ مسيرةِ نضالِهِ التّحرري. فرغمَ استشهادِ العديد من المناضلين، و اعتقالِ العشراتِ من أبناءِ جلدتِنا في الأحواز، مازال الشعبُ العربيُّ الأحوازيّ مستمراً بانتفاضته، كاشفاً حقيقةَ النظامِ الفارسيِّ المحتل الذي يلبس لبوسَ الإسلام، و يدّعي الدفاعَ عن مظلومي العالم. 

بناءً على ما تقدم، نوجزُ مطالبنا كالآتي :

أولاً- الإعتراف بالأحواز دولةً عربيّةً محتلةً من قِبَلِ الدولِ و المؤسساتِ الدولية، يتوجّبُ تحريرها عن طريقِ المقاومة أو حقّ تقرير المصير.

ثانياً- مطالبةُ سلطاتِ الإحتلالِ الإيراني إطلاقَ سراحِ الأسرى و المعتقلينَ الأحوازيين، و كشفَ مصير المفقودينَ، و محاكمةَ مرتكبي الجرائم بحقّ الشعبِ العربيِّ الأحوازيّ. 

ثالثاً- ندين و نستهجن عملية اغتيال القائد الأحوازي الشهيد بإذن الله  أحمد مولى ( أبو ناهض)، ونطالبُ الدول  العربية و الغربية أن تستنكر هذا العملَ الجبان، و تسعى إلى محاكمة مرتكبيه.

رابعاً- إرسال بعثةٍ أمميّة إلى الأحواز لتقصي الحقائقِ، و التحقيق في الجرائم و الممارسات التعسفيّة التي يرتكبها المحتل الإيراني في الأحواز.

خامساً - إدانة إيران دولياً بسبب سياساتها الإجراميّة في تدمير البيئة و التلوّث و تجفيف الأنهار و الأهوار و المستنقعات، و نقل المياه الأحوازيّة إلى الأقاليم الفارسية كإصفهان و يزد و قم.

سادساً- الوقف الفوريّ لسياسة تفريس الأحواز، و محاولةِ تدمير الحجرِ و البشرِ الأحوازيّيَن. 

سابعاً- نطالبُ وسائلَ الإعلامِ العربية و الغربية، تسليطَ الضوءِ على معاناةِ الأحوازيينَ في ظلِّ الإحتلال الإيراني، و كشفَ الحقائق.

وختاماً، نُحيّي شعبنا العربيّ الأحوازيّ الثائر في ربوع الوطن، و نؤكدُ على إلتحامنا معه، و نهيبُ بهم المثابرةَ و الإستمراريّة. 

المجدُ و الخلودُ لشهدائنا الأبرار
الحريةُ لأسرانا الأحرار
عاشت الأحواز دولةً عربيةً مستقلةً عصية على الإندثار
فتى الأحواز جواد الحيدري